﴿إلى صراط العزيز الحميد﴾ بدل من "النور" بتكرير العامل (١)، كقوله: ﴿للذين استضعفوا لمن آمن منهم﴾ [الأعراف: ٧٥].
وقال الزجاج (٢) : ثم بيّن ما النور فقال: ﴿إلى صراط العزيز الحميد﴾.
قال ابن الأنباري (٣) : وهذا مثل قول العرب: جلست إلى زيد إلى العاقل الفاضل. وإنما تعاد "إلى" لمعنى التعظيم للأمر. قال الشاعر (٤) :
إذا خدرتْ رجلي تذكرتُ من لها... فناديتُ لبنى باسمها ودعوت
دعوت التي لو أن نفسي تُطيعني... لألقيتها في حبها وقضيتُ
فأعاد "دعوت" لتفخيم الأمر.
قوله تعالى: ﴿الله الذي له ما في السموات وما في الأرض﴾ قرأ نافع وابن عامر: "اللهُ" بالرفع، وقرأتُ به لأبي عمرو من رواية عبد الوارث، ولعاصم من رواية أبان، ورواية المفضل. وقرأ الباقون: "اللهِ" بالجر (٥). فمن رفع فعلى الابتداء وما بعده الخبر، أو على معنى: هو الله. ومن جر جعله عطف بيان للـ"عزيز الحميد"؛ لأن اسم الله تعالى جرى مجرى أسماء الأعلام لغلبته واختصاصه بالمعبود، كما غلب للنجم الثريا أو هو بدل (٦).
(٢)... معاني الزجاج (٣/١٥٣).
(٣)... انظر: زاد المسير (٤/٣٤٤).
(٤)... البيتان لقيس بن ذريح، وهما في: الأغاني (٩/٢٢٥)، وزاد المسير (٤/٣٤٤).
(٥)... الحجة للفارسي (٢/١٤)، والحجة لابن زنجلة (ص: ٣٧٦)، والكشف (٢/٢٥)، والنشر (٢/٢٩٨)، وإتحاف فضلاء البشر (ص: ٢٧١)، والسبعة في القراءات (ص: ٣٦٢).
(٦)... التبيان (٢/٦٥)، والدر المصون (٤/٢٥٠)، وإعراب القرآن للنحاس (٢/٣٦٣).
(١/٥٠٦)