يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ كل مكان وما هو بميت ومن ورآئه عَذَابٌ غَلِيظٌ
وما بعده سبق تفسيره في قصة شعيب في الأعراف إلى قوله تعالى: ﴿فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين﴾ أو لأن في الإيحاء معنى القول.
﴿ولنسكننكم الأرض﴾ يعني: أرض الظالمين ﴿من بعدهم﴾ أي: من بعد هلاكهم ﴿ذلك﴾ إشارة إلى إهلاك الظالمين وإسكان المؤمنين ﴿لمن خاف مقامي وخاف وعيد﴾ قال ابن عباس: خاف مقامه بين يديّ (١)، وهذا من باب إضافة المصدر إلى المفعول.
قال الفراء (٢) : العرب قد تضيف أفعالها إلى أنفسها وإلى ما أُوقعت عليه، فيقولون: قد ندمت على ضربي إياك، وندمت على ضربك، فهذا من ذاك، ومثله: ﴿وتجعلون رزقكم﴾ [الواقعة: ٨٢] أي: رزقي إياكم.
وقال بعضهم: "خاف مقامي" أي: موقفي، وهو موقف الحساب.
وقيل: خاف قيامي عليه وحفظي لأعماله.
﴿وخاف وعيد﴾ بالعذاب، وأثبت الياء في الحالين يعقوب، تابعه وَرْش في الوصل، وحذفها الباقون (٣). وقد نبّهنا على علّة ذلك فيما مضى.
قوله تعالى: ﴿واستفتحوا﴾ يعني: الرسل عليهم الصلاة والسلام، استنصروا

(١)... الطبري (١٣/١٩٢)، والوسيط (٣/٢٦)، وزاد المسير (٤/٣٥٠).
(٢)... معاني الفراء (٢/٧١).
(٣)... إتحاف فضلاء البشر (ص: ٢٧١).
(١/٥١٨)


الصفحة التالية
Icon