وقيل: "لها" بمعنى: عليها.
﴿فإذا جاء وعد الآخرة﴾ أي: عقاب المرة الآخرة من إفسادكم ﴿ليسوءوا﴾ فيه إضمار، تقديره: بعثناهم ليسوءوا، وجاز الحذف لدلالة ذكره أولاً عليه.
وقرأ ابن عامر وحمزة وأبو بكر: "ليسوء" بالياء وفتح الواو (١)، على معنى: ليسوء الله، أو الوعد، أو البعث.
وقرأ الكسائي: "لنسوء" بالنون وفتح الواو (٢)، على إخبار الله تعالى عن نفسه بصيغة الجمع على طريقة التعظيم. والمعنى: ليجعل وجوهكم بادية المَسَاءة، ظاهرة الكآبة.
قال مجاهد وقتادة: بعث الله تعالى عليهم في المرة الأخيرة بختنصر (٣)، وأبى أكثر الرواة ذلك.
قال الثعلبي (٤) : من روى أن بختنصر غزى بني إسرائيل عند قتلهم يحيى بن زكريا، غلط عند أهل السير والأخبار والعلم بأمور الماضين، وذلك أنهم مجمعون على أن بختنصر إنما غزى بني إسرائيل عند قتلهم شعيا، وفي عهد [أرميا] (٥) عليه السلام وهي الوقعة الأولى التي قال الله تعالى: ﴿فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد﴾ يعني: بختنصر وجنوده، قالوا: ومن عهد أرميا
(٢)... مثل السابق.
(٣)... تفسير مجاهد (ص: ٣٥٨)، وزاد المسير (٥/١١).
(٤)... تفسير الثعلبي (٦/٨٠-٨٢).
(٥)... في الأصل: الرميا. والتصويب من تفسير الثعلبي (٦/٨١).
(١/١٢٨)