وأنه لو مات الإنسان قبل ذلك لم يقطع عليه بالنار (١).
وإذا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا
قوله تعالى: ﴿وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها﴾ قال سعيد بن جبير: أمرنا مترفيها بالطاعة ففسقوا فيها (٢).
قال الزجاج (٣) : ومثله في الكلام: أمرتُكَ فعصَيتني، فقد علم أن المعصية مخالفة للأمر.
وقال مجاهد: "أمرنا مترفيها": أكثرنا فُسّاقها (٤)، وجعله من باب فعلة ففعل، مثل: تبّرته فتبر، ومنه الحديث: ((خير المال سكة مأبورة، ومهرة مأمورة)) (٥) أي: كثيرة النتاج.

(١)... زاد المسير (٥/١٨).
(٢)... أخرجه الطبري (١٥/٥٥). وذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٥/١٩). وهذا القول هو اختيار ابن جرير، قال: أولى التأويلات به تأويل من تأوله: أمرنا أهلها بالطاعة فعصوا وفسقوا فيها فحق عليهم القول؛ لأن الأغلب من معنى "أمرنا" الأمر الذي هو خلاف النهي دون غيره.
(٣)... معاني الزجاج (٣/٢٣٢).
(٤)... أخرجه الطبري (١٥/٥٦) عن ابن عباس، ومن طريق آخر عن عكرمة، ومن طريق آخر عن الحسن، ومن طريق آخر عن قتادة، ومجاهد (ص: ٣٥٩)، وابن أبي حاتم (٧/٢٣٢٢) عن ابن عباس. وذكره السيوطي في الدر (٥/٢٥٥) وعزاه لابن أبي حاتم عن ابن عباس. ومن طريق آخر عن عكرمة، وعزاه لسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر.
(٥)... أخرجه أحمد (٣/٤٦٨). وسكة مأبورة: السِّكَّة: الطريقة المصطفَّة من النخل، والمأبورة الملقَّحة (اللسان، مادة: أبر).
(١/١٤٠)


الصفحة التالية
Icon