عن النبي - ﷺ - (١)، على معنى: فسأل موسى بني إسرائيل إذ جاءهم أن يكونوا معه يداً واحدة على إظهار أمر الله تعالى. أو يكون المعنى: فسأل موسى فرعون بني إسرائيل أن يرسلهم معه، فيكون "إذ جاءهم" متعلقاً بـ"سأل".
﴿فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحوراً﴾ سُحرت فخولط عقلك حتى تهجمت علَيّ، مع عزّ سلطاني وكثرة أعواني، وأنت وحيدٌ ضعيفٌ مَهين، تسألني سؤال متسلط قاهر ظاهر.
وقال أبو عبيدة والفراء (٢) : المسحور بمعنى الساحر؛ كالمشؤوم والميمون.
ثم قال يعني موسى لفرعون: ﴿لقد عَلِمْتَ﴾ وقرأ الكسائي: "علمتُ" بضم التاء (٣)، وهي قراءة علي رضي الله عنه، واختيار ثعلب (٤).
قال علي عليه السلام: والله ما علم عدو الله، ولكن موسى هو الذي علم، فبلغ ذلك ابن عباس فاحتج بقوله: ﴿وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم﴾ (٥) [النحل: ١٤].
(٢)... لم أقف عليه في مجاز القرآن ومعاني الفراء. وانظر: الوسيط (٣/١٣١).
(٣)... الحجة للفارسي (٣/٧٢)، والحجة لابن زنجلة (ص: ٤١١)، والكشف (٢/٥٢)، والنشر في القراءات العشر (٢/٣٠٩)، وإتحاف فضلاء البشر (ص: ٢٨٧)، والسبعة في القراءات (ص: ٣٨٥).
(٤)... ولم يجز ابن جرير خلاف القراءة التي عليها قرّاء الأمصار؛ لأن القراءة بها مجمع عليها (تفسير الطبري ١٥/١٧٤).
(٥)... أخرجه الطبري (١٥/١٧٤). وانظر: الوسيط (٣/١٣١)، وزاد المسير (٥/٩٤).
(١/٢٢٨)