الشمس تميل عنهم طالعة وغاربة، لا تدخل عليهم فتؤذيهم بِحرِّها وتغيّر ألوانهم (١).
وقال الزجاج (٢) : صرفُ الشمس عنهم آية من الآيات، ولم يرضَ قول من قال: كان كهفهم بإزاء بَنَاتِ نَعْش.
وقوله: "إذا طلعت" و"إذا غربت" في موضع المفعول الثاني لـ"ترى" أو الحال (٣). والجملة التي [هي] (٤) ﴿وهم في فجوة منه﴾ في محل الحال أيضاً (٥).
ومعناه: وهم في مكان متَّسع من الكهف معرَّض لإصابة الشمس، لولا أن القدرة الإلهية صرفتها عنهم.
وقيل: في منفسح من الكهف ينالهم فيه روح الهواء وبرد النسيم.
﴿ذلك﴾ إشارة إلى ازْوِرَارِ الشمس عنهم (٦) طالعة وغاربة، والرُّعب الذي حُجِبُوا به، وما كان من حديثهم ﴿من آيات الله﴾ عجائب قدرته ولطفه.
وفي قوله: ﴿من يهد الله فهو المهتد﴾ إشارة إلى أن الله هو الذي تولى هدايتهم، فهو المستحق للحمد والثناء على الحقيقة.
﴿ومن يضلل﴾ كدقيانوس وأصحابه ﴿فلن تجد له ولياً مرشداً﴾ بعد إضلال الله إياه، منه دخول الريبة عليهم وتمكُّن الشبهة عندهم في مقدار لبثهم.
(٢)... معاني الزجاج (٣/٢٧٣-٢٧٤).
(٣)... الدر المصون (٤/٤٤١).
(٤)... زيادة من ب.
(٥)... الدر المصون (٤/٤٤٢).
(٦)... ساقط من ب.
(١/٢٥٩)