وقال بعضهم: "الولاية" مبتدأ، خبره الظرف، و"الحق" خبر آخر (١)، قال: وهو أحسن من أن تجعله وصفاً للولاية؛ لأنك حينئذ تفصِل بين الصفة والموصوف بالخبر، والصفة جزء من الموصوف، ولهذا يُعتبر تعريفه بتعريف الموصوف وتنكيره بتنكيره.
فأما من قرأ "الحقِّ" بالجر، فإنهم جعلوه صفةً لله تعالى.
﴿هو خير ثواباً﴾ لأهل ولايته وطاعته ﴿وخير عُقُباً﴾.
وقرأ عاصم وحمزة: "عُقْباً" بسكون القاف (٢)، وهما لغتان بمعنى واحد، فالمعنى: خير عاقبة.
قال أبو عبيدة (٣) : العُقُب والعُقْبُ والعُقْبى والعَاقِبَة بمعنى واحد (٤)، وهي: الآخرة.
و"ثواباً" و"عقباً" نصب على التمييز (٥).
واضرب لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
(٢)... الحجة للفارسي (٣/٨٩)، والحجة لابن زنجلة (ص: ٤١٩)، والكشف (٢/٦٣)، والنشر في القراءات العشر (٢/٢١٦)، وإتحاف فضلاء البشر (ص: ٢٩١)، والسبعة في القراءات (ص: ٣٩٢).
(٣)... مجاز القرآن (١/٤٠٥).
(٤)... ساقط من ب.
(٥)... الدر المصون (٤/٤٦٠).
(١/٢٩٥)