﴿قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء﴾ مما تراني أصنعه مما ظاهره الإنكار ﴿حتى أُحدث لك منه ذكراً﴾ فأكون أنا الذي أفتح لك باب تأويله، وأوضح لك ما أشكل عليك منه.
قرأ نافع وابن عامر: "فلا تسألَنِّي" بفتح اللام وتشديد النون وإثبات الياء (١).
قال أبو علي الفارسي (٢) : من أسْكَنَ اللام فلأن الفعل مجزوم بلا التي هي للنهي، فأسْكَن اللام للجزم. ومن فَتَحَ اللام فإنه ألحق الفعل النون الثقيلة، وبنى الفعل معها على الفتح. ومن أثبت الياء فهو الأصل، ومن حذفها فلأنّ الكسرة تدل عليها.
فانطلقا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (٧١) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (٧٢) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا
وقوله: ﴿فانطلقا﴾ أي: سارا يمشيان على ساحل البحر، فمرَّتْ بهم سفينة فكلّموهم أن يحملوهم معهم، فحملوهم بغير أجر، ﴿حتى إذا ركبا﴾ ولججا في البحر، أخذ الخضر فأساً فخرق السفينة بأن قلع لوحين من ألواحها مما يلي الماء، فجعل موسى يسدّ الخرق بثيابه ويقول منكراً عليه: ﴿أخرقتها لتُغرق أهلها﴾ وقرأ
(٢)... الحجة (٣/٩٤).
(١/٣٢٧)