كان بها)) (٨).
قوله تعالى: ﴿فأراد ربك أن يبلغا أشدهما﴾ قال ابن الأنباري (٩) : إنما قال: "فأردت، فأردنا، فأراد ربك"؛ لأن العرب تؤثر اختلاف الكلام على اتفاقه مع تساوي المعاني؛ لأنه أعذبُ على الألسن وأحسنُ موقعاً في الأسماع، فتقول للرجل: قال لي فلان كذا، وأنبأني فلان كذا، وأنبأني بما كان، وخبرني بما قال.
"أن يبلغا أشدهما" قال ابن عباس: يكبرا ويعقلا (١٠).
﴿ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك﴾ قال الزمخشري (١١) :"رحمة" مفعول له، أو مصدر منصوب بـ"أراد ربك"؛ لأنه في معنى رحمهما.
﴿وما فعلته عن أمري﴾ أي: ما فعلتُ ما رأيتَ عن أمري، أي: عن اجتهادي ورأيي، إنما فعلته بأمر الله.
﴿ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبراً﴾ يقال: استطاع واسطاع (١٢) بمعنى واحد.
فصل
في (١٣) هذه القصة مستدل على ما إذا قال: والله لا أسكن هذه الدار، ثم أخذ في النُّقْلة لم يكن ليحنث؛ لأنه لما عزم على فراقه أخذ يقص عليه جميع ما سأل
---------
(٨)... أخرجه الثعلبي (٦/١٨٩). وذكره ابن الجوزي في صفة الصفوة (٣/١٩٦-١٩٧).
(٩)... انظر: زاد المسير (٥/١٨٢).
(١٠)... الوسيط (٣/١٦٣).
(١١)... الكشاف (٢/٦٩٣).
(١٢)... في ب: اسطاع واستطاع.
(١٣)... في ب: وفي.
(١/٣٤٦)