مثلكم}، ثم حققوا معنى البشرية والمثلية بقولهم: ﴿يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون﴾ أي: مما تشربون منه، فحذف لدلالة ما قبله عليه.
﴿ولئن أطعتم بشراً مثلكم إنكم إذاً لخاسرون﴾ لمغبونون في عقولكم وآراكم.
﴿أيعدكم﴾ استفهام في معنى الإنكار والاستبعاد ﴿أنكم إذا مِتُّم وكنتم تراباً وعظاماً أنكم مخرجون﴾ قال الزجاج (١) : موضع "أنكم" منصوب، على معنى: أيعدكم أنكم مخرجون إذا متّم، فلما طال الكلام أُعيد ذكر "أنَّ"، كقوله: ﴿ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم﴾ [التوبة: ٦٣] المعنى: فله نار جهنم.
وقال بعض المحققين: التقدير فيه: أيعدكم أن [إخراجكم] (٢) إذا متم، محذوف (٣) المضاف، ولا بد من تقديره؛ لأن "إذا" ظرف زمان، وظرف الزمان لا يكون خبراً عن الجثة، ألا ترى أنهم قالوا: لو قلت: زيد يوم الجمعة، لم يصح، وباعتبار هذا قال سيبويه (٤) أن قوله: "أنكم مخرجون" بدل من "أنّ" الأولى.
وقال الزمخشري (٥) : ثنى "أنكم" [للتوكيد] (٦)، وحَسُنَ ذلك لفصل ما بين الأول والثاني بالظرف، و"مخرجون" خبر عن الأول، أو جعل "أنكم مخرجون" مبتدأ، و "إذا متم" خبراً، على معنى: إخراجكم إذا متم، ثم أخبر بالجملة عن
(٢)... في الأصل: إخراكم. والتصويب من ب.
(٣)... في ب: فحذف.
(٤)... انظر: الكتاب (٤/١٣٣).
(٥)... الكشاف (٣/١٨٨).
(٦)... في الأصل: للتوحيد. والتصويب من ب.
(١/١١٨)