وهاشم وثقيف وتميم أسماء للقبائل؛ كعاد وثمود، ولذلك امتنعت من الصَّرْف.
وجعلناابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آَيَةً وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ
قوله تعالى: ﴿وجعلنا ابن مريم وأمه آية﴾ وقرأ ابن مسعود: "آيتين" (١). وقد سبق القول عليه في آخر الأنبياء (٢).
﴿وآويناهما إلى ربوة﴾ قرأ ابن عامر وعاصم: "رَبْوَةٍ" بفتح الراء، وضمَّها الباقون (٣). وهكذا اختلافهم في قوله: ﴿كمثل جنة بربوة﴾ في البقرة [٢٦٥]، وقد ذكرنا اشتقاقها وما فيها من اللغات ثمَّة.
﴿ذات قرار ومعين﴾ أي: ذات موضع قرار.
قال قتادة: ذات ثمار وماء (٤).
والمعنى: أنها مستوية منبسطة يستقر عليها ساكنوها، "ومعين": وهو الماء الجاري على وجه الأرض الظاهر لعين الناظر، ومنه قول جرير:
إن الذين غَدَوْا بليل غَادَرُوا... وَشَلاً بعينِكَ ما يَزالُ مَعينا (٥)

(١)... انظر: زاد المسير (٥/٤٧٥).
(٢)... آية رقم: ٩١.
(٣)... الحجة للفارسي (٣/١٨٣)، والحجة لابن زنجلة (ص: ٤٨٨)، والنشر (٢/٢٣٢)، والإتحاف (ص: ٣١٩)، والسبعة (ص: ٤٤٦).
(٤)... أخرجه الطبري (١٨/٢٨). وذكره السيوطي في الدر (٦/١٠٠) وعزاه لعبد بن حميد وعبد الرزاق وابن جرير وابن عساكر.
(٥)... البيت لجرير من قصيدة يهجو بها الأخطل. انظر: ديوانه (ص: ٤٧٦)، واللسان (مادة: وشل)، والبحر المحيط (٦/٣٦٤)، والدر المصون (٥/١٩٠)، والماوردي (٤/٥٦). وفيهم: غدوا بلُبِّكَ.
(١/١٢٦)


الصفحة التالية
Icon