الرَّازِقِينَ (٧٢) وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٧٣) وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ
قوله تعالى: ﴿أفلم يدبروا القول﴾ يعني: القرآن، فيعرفوا ما فيه من البيان الدال على صدقه في نفسه وصدق المرْسَل به.
[وفي] (١) قوله: ﴿أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين﴾ وجهان:
أحدهما: أنه استفهام في معنى التوبيخ والتقرير.
قال ابن عباس: يريد: أليس قد أرسلنا نوحاً وإبراهيم والنبيين إلى قومهم، فكذلك بعثنا محمداً إلى قومه (٢).
فعلى هذا؛ المراد بآبائهم: إسماعيل وأعقابه من عدنان وقحطان.
ويروى عن النبي - ﷺ -: ((لا تسبُّوا مُضَرَ ولا ربيعة، فإنهما كانا مُسْلِمَين)) (٣)، و ((لا تَسُبُّوا الحارث بن كعب، ولا أسد بن خزيمة، ولا تميم بن مرة، فإنهم كانوا على الإسلام [وما شككتم فيه من شيء فلا تَشُكُّوا في أن تُبَّعاً كان على الإسلام] (٤)) ) (٥).
الثاني: أن "أمْ" بمعنى: "بلْ"، تقديره: بل جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين، فلذلك أنكروه وكذبوه، كقوله: ﴿لتنذر قوماً ما أنذر آباؤهم فهم غافلون﴾ [يس: ٦].
(٢)... ذكره الواحدي في الوسيط (٣/٢٩٤).
(٣)... ذكره ابن حجر في فتح الباري (٦/٥٢٩).
(٤)... زيادة من ب، والكشاف (٣/١٩٧).
(٥)... ذكره الزمخشري في الكشاف (٣/١٩٧).
(١/١٤٠)