صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الفآئزون
﴿قال اخسأوا فيها﴾ قال الزجاج (١) :"اخسأوا" تباعَدُوا تَبَاعُدَ سَخَط، يقال: خَسَأْتُ الكلب أخْسَؤُهُ؛ إذا زجرْته ليتباعد (٢).
[وبالإسناد] (٣) السابق آنفاً قال: حدثنا ابن المبارك، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة يذكره، عن أبي أيوب، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: ((إن أهل النار يدعون مالكاً فلا يجيبهم أربعين عاماً، ثم يَرُدُّ عليهم: إنكم ماكثون، قال: هانت والله دعوتهم على مالك وعلى رب مالك، ثم يدعون ربهم فيقولون: غلبت علينا شقوتنا وكنا قوماً ضالين، ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون قال: فيسكت عنهم قدر الدنيا مرتين، ثم يرد عليهم: اخسؤوا فيها ولا تكلمون. قال: فوالله ما نبس القوم بعدها بكلمة، وما هو إلا الزفير والشهيق في نار جهنم، فشبه أصواتهم بأصوات الحمير، أولها زفير وآخرها شهيق)) (٤).
قوله: "ما نبس القوم بعدها"، أي: ما تكلموا بكلمة. ويجوز: نَبَّسَ بالتشديد.
قال الحسن البصري رحمه الله: هو آخر كلام يتكلم به أهل النار، ثم لا يتكلمون بعدها إلا الشهيق والزفير، ويصير لهم عواء كعواء الكلب، لا يَفْهَمُون
(٢)... انظر: اللسان (مادة: خسأ).
(٣)... في الأصل: بالإسناد. والتصويب من ب.
(٤)... أخرجه ابن أبي شيبة (٧/٤٨ ح٣٤١٢٢)، وهناد في الزهد (١/١٥٨ ح٢١٤)، والطبري (٢٥/٩٩)، والحاكم (٢/٤٢٩ ح٣٤٩٢) وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
(١/١٦٨)