﴿وفعلت فعلتك التي فعلت﴾ يعني: قتْله خبّازه القبطي.
وقرأ الشعبي: "وَفَعَلْتَ فِعْلَتَكَ" (١).
قال ابن جني (٢) : والفِعْلَة كناية عن الحال التي يكون عليها، كالرِّكْبَة والمِشْيَة.
قال الزجاج (٣) : الفتْح أجود وأكثر؛ لأنه يريد: قَتَلْتَ قَتْلَتَكَ على مذهب المرّة الواحدة. وقراءة الشعبي على معنى: قتلت القِتْلَةَ التي قد عرفتها؛ لأنه قتله بِوَكْزِه، يقال: جلسْتُ جَلْسَةً، يريد: مرّة واحدة، وجلستُ جِلسة [بالكسر] (٤) يريد: هيئة الجلوس.
قوله: ﴿وأنت من الكافرين﴾ جائز أن يكون في محل النصب على الحال (٥)، على معنى: قتلته وأنت إذ ذاك من الكافرين الذين تُكفِّرُهم الآن، أو وأنت كذلك من الكافرين بنعمتي.
وجائز أن يكون كلاماً مستأنفاً خارجاً مخرج التوبيخ لموسى والحكم عليه بكفر النعمة والتربية. وهذا معنى قول ابن عباس وأكثر المفسرين (٦).
وقيل: المعنى: وأنت من الكافرين بإلهيتي.
﴿قال فعلتها إذاً وأنا من الضالين﴾ قال ابن عباس ومجاهد وأكثر المفسرين:
(٢)... المحتسب (٢/١٢٧).
(٣)... معاني الزجاج (٤/٨٦).
(٤)... في الأصل: باكسر. والتصويب من ب.
(٥)... انظر: الدر المصون (٥/٢٧٠).
(٦)... انظر: الطبري (١٩/٦٦)، وابن أبي حاتم (٨/٢٧٥٤)، والدر المنثور (٦/٢٩١).
(١/٣٧٦)