أحدهما: التذكير بالنِّعَم ليبعث هِمَمَهُم على شكر المُنْعِم عليهم والمُحْسِن إليهم، وفي ضمن ذلك تخويفهم من سلبها عنهم.
الثاني: التخويف المذكور في قوله: ﴿إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم﴾، وهو العذاب الذي أهلكوا به.
وقيل: عذاب يوم القيامة.
قالوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ (١٣٦) إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ (١٣٧) وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (١٣٨) فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٣٩) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٤٠) كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (١٤١) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (١٤٢) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٤٣) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (١٤٤) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٤٥) أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آَمِنِينَ (١٤٦) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (١٤٧) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (١٤٨) وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (١٤٩) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (١٥٠) وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (١٥١) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ
﴿قالوا سواء علينا﴾ أي: مُعادلٌ عندنا ﴿أوَعظْت أم لم تكن من الواعظين﴾.
﴿إن هذا إلا خلق الأولين﴾ قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي بفتح الخاء وسكون اللام، على معنى: ما هذا الذي تدعو إليه وتحُضُّ عليه إلا كَذِبُ الأولين، تقول: خلقتُ الحديث واختلقتُه؛ إذا افتعلته وكذبته (١).
(١/٤٠٧)