وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر: "أصحاب ليكة" هنا وفي صاد (٢) بغير همز مع فتح الهاء، على وزن فَعْلَة (٣).
قال الزجاج (٤) : أهل المدينة يفتحون الهاء على ما جاء في التفسير أن اسم المدينة كان "لَيْكَة"، قال: وكان أبو عبيد القاسم بن سلام يختار قراءة أهل المدينة والفَتْح؛ لأن "ليْكَة" لا تنصرف. وذَكَر أنه اختار ذلك لموافقة الكتاب مع الذي جاء في التفسير أنها اسم المدينة.
قال الزمخشري (٥) : من قرأ بالنصب وزعم أن "لَيْكَة" بوزن لَيْلَة: اسم بلدٍ، فتوهُّم [قَادَ] (٦) إليه خط المصحف، حيث وُجدت مكتوبة في هذه السورة وسورة صاد بغير ألف، وفي المصحف أشياء كُتبت على خلاف قياس الخط المصطلح عليه، وإنما كُتبت في هاتين السورتين على حكم لفظ اللافظ، وقد كُتبت في سائر القرآن على الأصل، والقصة واحدة.
﴿إذ قال لهم شعيب﴾ قال مقاتل (١) : لم يكن شعيب عليه السلام من نسل أصحاب الأيكة، فلذلك لم يقل: "أخوهم"، وإنما أُرسل إليهم بعد أن أُرسل إلى مدين، وهو من نسل مدين، فلذلك قال هناك: "أخوهم".

(١)... عند الآية رقم: ٧٨.
(٢)... عند الآية رقم: ١٣.
(٣)... الحجة للفارسي (٣/٢٢٥)، والحجة لابن زنجلة (ص: ٥١٩)، والكشف (٢/٣٢)، والنشر (٢/٣٣٦)، والإتحاف (ص: ٣٣٣)، والسبعة (ص: ٤٧٣).
(٤)... معاني الزجاج (٤/٩٨).
(٥)... الكشاف (٣/٣٣٧).
(٦)... في الأصل: فاد. والتصويب من ب، والكشاف، الموضع السابق.
(١/٤١٣)


الصفحة التالية
Icon