تعالى: ﴿وأنهم يقولون ما لا يفعلون﴾ قال: صدقت، وأمر له بثلاثين ألف درهم.
ثم إن الله سبحانه وتعالى استثنى الشعراء المؤمنين الصالحين الذين ذِكْرُ الله وتلاوة القرآن أغلب عليهم من قول الشعر، فقال: ﴿إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً وانتصروا﴾ أي: انتصروا من شعراء المشركين بهجْوِهِم والردّ عليهم، ﴿من بعد ما ظلموا﴾ لأنهم بدأوهم بالهجاء.
وفي الصحيحين من حديث حسان بن ثابت قال: قال لي رسول الله - ﷺ -: ((أُهجهم أو هاجهم وروح القدس معك)) (١).

فصل


لا خلاف بين أهل العلم في جواز قول الشعر ما لم يشتمل على إثم أو مكروه، والضابط لذلك قول عائشة رضي الله عنها: ((الشعر كلام، فمنه حسن ومنه قبيح، فَخُذِ الحسن وَدَعِ القبيح)) (٢).
قال الشعبي: كان أبو بكر يقول الشعر، وكان عمر يقول الشعر، وكان علي أشعر الثلاثة (٣).
ثم توعد الله تعالى شعراء المشركين فقال: ﴿وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون﴾.
وقرأ أبي بن كعب وابن عباس في آخرين: "أي مُنْفَلَتٍ ينفلتون" بالفاء
(١)... أخرجه البخاري (٣/١١٧٦ ح٣٠٤١)، ومسلم (٤/١٩٣٣ ح٢٤٨٦).
(٢)... ذكره الواحدي في الوسيط (٣/٣٦٦).
(٣)... ذكره الواحدي في الوسيط (٣/٣٦٦-٣٦٧)، وابن عبد البر في الاستيعاب (٣/١٢٢٥).
(١/٤٢٨)


الصفحة التالية
Icon