وقد روي: أن معسكره كان مائة فرسخ في مائة فرسخ، خمسة وعشرون للجن، وخمسة وعشرون للإنس، وخمسة وعشرون للوحش، وخمسة وعشرون للطير، وكان له ألف بيت من قوارير على الخشب فيها ثلاثمائة صريحة، وسبعمائة سُرِّيَّة (١).
وقد نَسَجَت له الجن بساطاً من ذهب وإبريسَم فرسخاً في فرسخ، وكان يوضع منبره في وسطه وهو من ذهب فيقعد عليه وحوله ستمائة ألف كرسي من ذهب وفضة، فيقعد الأنبياء على كراسي الذهب، والعلماء على كراسي الفضة، وحول الناس الجن والشياطين، والطير تُظله بأجنحتها حتى لا تقع عليه الشمس، ويأمر الريح العاصف فترفعه، ويأمر الرُّخَاء فتسير به. فأوحى الله تعالى إليه وهو يسير بين السماء والأرض أني قد زدت في ملكك، لا يتكلم أحد بشيء إلا ألقته الريح في سمعك (٢).
فروي: أنه مرّ بحرَّاث فقال الحرَّاث: سبحان الله! لقد أُوتي آل داود ملكاً عظيماً، فألقَتْهُ الريح إليه فنزل ومشى إلى الحرَّاث فقال: لتسبيحة واحدة خير مما أوتي آل داود (٣).
قوله تعالى: ﴿فهم يوزعون﴾ أي: يحبس أولهم على آخرهم؛ لئلا يتخلف منهم

(١)... أخرجه الحاكم (٢/٦٤٤ ح٤١٤١)، والطبري (١٩/١٤١) كلاهما عن محمد بن كعب. وذكره السيوطي في الدر (٦/٣٤٥) وعزاه للحاكم عن محمد بن كعب.
(٢)... انظر: الوسيط (٣/٣٧٢-٣٧٣)، والقرطبي (١٣/١٦٨).
(٣)... أخرجه أبو نعيم في الحلية (٤/٥٩) عن وهب بن منبه. وذكره السيوطي في الدر (٦/٣٤٦) وعزاه لعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن المنذر عن وهب بن منبه.
(١/٤٤٥)


الصفحة التالية
Icon