والمعنى: فإذا هم فريقان مؤمنون وكافرون، يختصمون في رسالة صالح وما جاء به.
﴿قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة﴾ وهي العقوبة، وكان الذين كذبوه قالوا له: إن كنت صادقاً فائتنا بالعذاب، ﴿قبل الحسنة﴾ وهي الرحمة والعافية، ﴿لولا تستغفرون الله﴾ أي: هلاّ تسألون الله مغفرة لكفركم وذنوبكم بدل استعجالكم بالعذاب، ﴿لعلكم ترحمون﴾.
﴿قالوا اطيرنا﴾ أصلها: تطيَّرنا، فأدغموا التاء في الطاء ثم اجتلبوا الألف توصُّلاً إلى النطق بالساكن، وقد سبق ذكر نظائره.
والمعنى: تشاءمنا ﴿بك وبمن معك﴾ نسبوا ما أصابهم من القحط والغلاء إلى صالح عليه السلام [تَطَيُّراً] (١) به.
﴿قال إنما طائركم عند الله﴾ قال ابن عباس: الشؤم أتاكم من عند الله تعالى بكفركم (٢)، وقد ذكرناه في الأعراف (٣).
﴿بل أنتم قوم تفتنون﴾ أي: تُبْتَلُون بالخير والشر.
وكان فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (٤٨) قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (٤٩) وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ
(٢)... ذكره الواحدي في الوسيط (٣/٣٨٠).
(٣)... عند الآية رقم: ١٣١.
(١/٤٧٧)