مولاه" (١). هذا حديث اتفق الشيخان على إخراجه في صحيحيهما، فرواه البخاري عن إبراهيم بن المنذر، عن محمد بن فليح، عن أبيه، وعن عبدالله بن محمد، عن أبي [تميلة] (٢)، عن فليح.
قوله تعالى: ﴿وأزواجه أمهاتهم﴾ في تحريمهن ووجوب تعظيمهنّ وإكرامهنّ وهنّ أجانب فيما عدا تحريم النكاح في سائر الأحكام.
وإلى هذا المعنى أشارت عائشة رضي الله عنها في قولها لامرأة قالت لها: يا أمه: لست لك بأم، إنما أنا أم رجالكم (٣).
وإلى هذا المعنى ذهب عامة أهل العلم.
وقد حكى الماوردي (٤) في ثبوت المحرمية وإباحة النظر إليهن وجهاً لهم. وهو بعيدٌ من الصواب؛ لأن تحريم نكاحهن كان إجلالاً لرسول الله - ﷺ - وحفظاً له، فتبقى سائر الأحكام مقتضى الدليل الأصلي، وغير خافٍ على من له أنسة بعلم النقل ما كان عليه أزواج رسول الله - ﷺ - من التستر والاحتجاب بعد نزول الحجاب.
وكانت عائشة بعد الحجاب إذا أرادت دخول رجل عليها، أمرت أختها أسماء

(١)... أخرجه البخاري (٢/٨٤٥ ح٢٢٦٩، ٤/١٧٩٥ ح٤٥٠٣)، ومسلم (٣/١٢٣٧ ح١٦١٩).
(٢)... في الأصل: تمام، وهو خطأ. والصواب ما أثبتناه. وهو: يحيى بن واضح، أبو تميلة الأنصاري مولاهم المروزي الحافظ، ثقة محمود الرواية (تهذيب التهذيب ١١/٢٥٨، والتقريب ص: ٥٩٨).
(٣)... أخرجه البيهقي في سننه (٧/٧٠ ح١٣٢٠٠)، وابن سعد في الطبقات الكبرى (٨/٦٥، ٦٧، ١٧٨، ٢٠٠). وذكره السيوطي في الدر (٦/٥٦٧) وعزاه لابن سعد وابن المنذر والبيهقي في سننه.
(٤)... تفسير الماوردي (٤/٣٧٤).
(١/١٠٥)


الصفحة التالية
Icon