وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (٣) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٤) وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آَيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (٥) وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ
قوله تعالى: ﴿قل بلى وربي لتأتينكم﴾ وقرئ شاذاً: "لَيَأْتِيَنَّكُمْ" بالياء (١).
قال ابن جني (٢) : جاز التذكير؛ لأن [المخوف] (٣) منها إنما هو عقابها، وعليه قولهم: ذهبَتْ بعض أصابعه؛ لأن بعض أصابعه إصبع في المعنى.
وحكى الأصمعي عن أبي عمرو قال: سمعت رجلاً من اليمن يقول: فلانٌ لَغُوبٌ (٤)، جَاءَتْهُ كتابي فاحتقرها، فقلت له: أتقول: جاءته كتابي؟ فقال: نعم، أليس [بصحيفة] (٥). وهذا من أعرابيّ جافٍ هو الذي نبّه أصحابنا على انتزاع [العلل] (٦)، وكذلك ما يجري مجراه، فاعرفه.

(١)... ذكر هذه القراءة أبو حيان في: البحر المحيط (٧/٢٤٨)، والسمين الحلبي في: الدر المصون (٥/٤٢٨).
(٢)... المحتسب (٢/١٨٦).
(٣)... في الأصل: المحذوف. والتصويب من المحتسب، الموضع السابق.
(٤)... اللغوب: الأحمق (اللسان، مادة: لغب).
(٥)... في الأصل: تصحيفة. والتصويب من المحتسب (٢/١٨٦).
(٦)... في الأصل: العامل. والتصويب من المحتسب، الموضع السابق.
(١/٢١٠)


الصفحة التالية
Icon