والمؤمنِ العائذاتِ الطيرَ تمسحُها...... رُكْبانُ مكةَ بين الغَيْلِ والسَّنَدِ (١)
وهما موضعان، وتقديره: أقسم بالله المؤمن الطير العائذات.
رجعنا إلى كلام الزمخشري؛ قال (٢) :
وإنما يفعل ذلك لزيادة التوكيد، حيث يدل على المعنى الواحد من طريقي الإظهار والإضمار جميعاً (٣)، ولا بد من تقدير [حذف] (٤) المضاف في قوله: ﴿ومن الجبال جدد﴾، بمعنى: ومن الجبال ذو جُدد بيض وحمر وسود، حتى يؤول إلى قولك: ومن الجبال مختلف ألوانه، كما قال تعالى: ﴿ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك﴾.
وقرأ الزهري: "جُدُدٌ بيضٌ" بالضم (٥)، جمع جَديدَة، وهي الجدّة. يقال: جديدةٌ وجُدُدٌ وجَدائدٌ، كسفينةٌ وسُفُنٌ وسفائن.
وقد فسر بها قول أبي ذؤيب:
.............................. جَوْنُ السَّراةِ له جدائدُ أربع (٦)

(١)... البيت للنابغة الذبياني. انظر: ديوانه (ص: ٣٥)، وشرح المفصل لابن يعيش (٣/١١)، والبحر (٧/٢٩٧)، والدر المصون (٤/٢٥٠، ٤٦٧)، والقرطبي (١٨/٤٦)، وروح المعاني (١٣/١٨٢، ٢٢/١٩٠).
(٢)... الكشاف (٣/٦١٩).
(٣)... قال أبو حيان في البحر (٧/٢٩٧) : وهذا لا يصح إلا على مذهب من يجيز حذف المؤكد. ومن النحويين من منعه، وهو اختيار ابن مالك.
(٤)... زيادة من الكشاف (٣/٦١٩).
(٥)... ذكر هذه القراءة أبو حيان في البحر (٧/٢٩٦)، والسمين الحلبي في الدر المصون (٥/٤٦٦).
(٦)... عجز بيت لأبي ذؤيب الهذلي. وصدره: (والدهرُ لا يبقى على حدثانه). انظر: ديوان الهذليين (١/٤)، والمفضليات (ص: ٨٥٨)، والأغاني (٦/٢٨٨)، والبحر (٧/٢٩٦)، والدر المصون (٥/٤٦٦).
(١/٢٨٧)


الصفحة التالية
Icon