لَكَاذِبُونَ (١٥٢) أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ (١٥٣) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (١٥٤) أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (١٥٥) أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ (١٥٦) فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (١٥٧) وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (١٥٨) سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (١٥٩) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ
قوله تعالى: ﴿فاستفتهم﴾ قال ابن عباس: اسأل أهل مكة سؤال توبيخ: ﴿ألربك البنات ولهم البنون﴾، وذلك أن قريشاً وقبائلاً من العرب قالوا: الملائكة بنات الله، وهذا كقوله تعالى: ﴿ألكم الذكر وله الأنثى * تلك إذاً قسمة ضيزى﴾ (١) [النجم: ٢١-٢٢].
﴿أم خلقنا الملائكة إناثاً﴾ معناه: بل أخلقنا الملائكة إناثاً ﴿وهم شاهدون﴾ حاضرون خلقنا إياهم، ومضنون ذلك بجهلهم حيث اطمأنوا إلى هذه المقالة التي لا يعضدها برهان.
﴿ألا إنهم من إفكهم ليقولون * وَلَدَ اللهُ﴾ وقرئ شاذاً: "وَلَدُ الله" بالرفع والإضافة (٢)، أي: الملائكة ولد الله. والولد فَعَل بمعنى مفعول، يقع على الواحد والجمع، والمذكّر والمؤنث، تقول: هذا ولدي، وهؤلاء أولادي، وهذه ولدي.
قوله تعالى: ﴿أصْطَفَى البنات على البنين﴾ قرأ أبو جعفر ونافع في رواية وَرْش وإسماعيل: "لكاذبونَ اصْطَفَى" بوصل الهمزة على الخبر، والابتداء بكسر الهمزة.
(٢)... ذكر هذه القراءة أبو حيان في: البحر المحيط (٧/٣٦١)، والسمين الحلبي في: الدر المصون (٥/٥١٤).
(١/٤٣٣)