لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ
قوله تعالى: ﴿يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل﴾ قال أبو عبيدة (١) : يُدْخِلُ هذا على هذا، وهذا على هذا.
قال ابن قتيبة (٢) : أصل [التكوير] (٣) : اللَّفُّ، ومنه كَوْرُ العمامة.
وقال غيره: أصل التَّكوير: طرح الشيء بعضه على بعض (٤).
وما بعده مفسر إلى قوله تعالى: ﴿ثم جعل منها زوجها﴾ يعني: حوّاء من آدم عليهما السلام.
وقد أشرنا إلى دفع الإشكال في الترتيب بحرف "ثم" مع تقدم خلق حواء على خلق المخاطبين في سورة النساء عند قوله تعالى في أواخرها: ﴿ثم اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينات﴾ بعد قوله تعالى: ﴿فأخذتهم الصاعقة﴾ [النساء: ١٥٣].
وقيل: أخرج الله تعالى ذرية آدم عليه السلام من ظهره [كالذَّرِّ] (٥)، ثم خلق بعد ذلك حوّاء.
قوله تعالى: ﴿وأنزل لكم من الأنعام﴾ أي: قضى لكم وقَسَم، والقضاء

(١)... مجاز القرآن (٢/١٨٨).
(٢)... تفسير غريب القرآن (ص: ٣٨٢).
(٣)... في الأصل: التكور. والتصويب من غريب القرآن، الموضع السابق.
(٤)... انظر: اللسان (مادة: كور).
(٥)... في الأصل: كاذر. والتصويب من الكشاف (٤/١١٦).
(١/٥٢٤)


الصفحة التالية
Icon