والقَسَم موصوف بالنزول من السماء.
وقيل: لما كانت لا تعيش إلا بالماء والنبات النامي من الماء، والماء من السماء، فكأنه أنزلها من السماء. وقد أشرنا إلى تفسير ذلك في الأنعام (١).
﴿خَلْقاً من بعد خلق﴾ يريد: نطفاً، ثم علقاً، ثم مضغاً، ثم عظاماً، ثم لحماً، إلى غير ذلك من تقلبات أحوال الإنسان إلى أن يظهر إلى الوجود.
وقيل: خلقاً في بطون أمهاتكم من بعد خلق في ظهر آدم.
﴿في ظلمات ثلاث﴾ قال ابن عباس وقتادة وعامة المفسرين: هي ظلمة البطن، والرَّحم، والمشيمة (٢).
وقيل: ظلمة البطن، والرّحم، والصلب.
إن تَكْفُرُوا فَإِن اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (٧) * وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ
(٢)... أخرجه مجاهد (ص: ٥٥٦)، والطبري (٢٣/١٩٦)، وابن أبي حاتم (١٠/٣٢٤٨). وذكره السيوطي في الدر (٧/٢١٢) وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة. ومن طريق آخر عن مجاهد، وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، ومن طريق آخر عن ابن عباس، وعزاه لسعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم. ومن طريق آخر عن أبي مالك، وعزاه لعبد بن حميد.
(١/٥٢٥)