وخسروا أهليهم؛ لأنهم إن كانوا كفاراً فقد خسروهم كما خسروا أنفسهم، وإن كانوا مؤمنين فقد خسروهم؛ لأنهم لم يدخلوا معهم الجنة.
وقال الحسن وقتادة: خسروا الحور العين الذين كانوا أهليهم لو أدخلوا الجنة (١).
قال الزمخشري (٢) : وصف خسرانهم بغاية الفظاعة في قوله تعالى: ﴿ألا ذلك هو الخسران المبين﴾ حيث استأنف الجملة وصدرها بحرف التنبيه، ووسط الفصل بين المبتدأ والخبر، وعرّف الخسران ونعته بالمبين.
قوله تعالى: ﴿لهم من فوقهم ظُلَلٌ من النار﴾ (٣) أي: أطباق وسرادقات من النار ودخانها، ﴿ومن تحتهم ظلل﴾ أطباق وسرادقات هي مهاد لقوم وظُلَلٌ لآخرين.
﴿ذلك﴾ إشارة إلى العذاب المذكور ﴿يخوّف الله به عباده﴾ ليجتنبوا ما يوقعهم فيه، ﴿يا عباد فاتقون﴾ ولا تعرضوا [لعذابي] (٤).
والذين اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (١٧) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (١٨) أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ
(٢)... الكشاف (٤/١٢١).
(٣)... في الأصل زيادة قوله تعالى: ﴿ومن تحتهم﴾. وستأتي بعد.
(٤)... في الأصل: لعاذابي.
(١/٥٣٢)