قوله تعالى: ﴿وصاحبهما في الدنيا معروفاً﴾ قال الزجاج (١) : أي مُصَاحَباً معروفاً، تقول: صَاحَبَه مُصَاحَباً ومُصَاحَبَةً. ومعنى المعروف: ما يُستحسن من الأفعال.
قوله تعالى: ﴿واتبع سبيل من أناب إليّ﴾ أي: اسلك طريق من رجع إليّ، وهو طريق محمد - ﷺ - وأصحابه.
وروى عطاء عن ابن عباس قال: يريد: واتبع سبيل أبي بكر الصديق، وذلك أنه حين أسلم أتاه عبد الرحمن بن عوف وسعد وسعيد وعثمان وطلحة والزبير فقالوا له: آمنت وصدقت محمداً؟ [قال] (٢) : نعم، فأتوا رسول الله - ﷺ - فآمنوا وصدقوا، فأنزل الله تعالى يقول لسعد: ﴿واتبع سبيل من أناب إليّ﴾ يعني: أبا بكر رضي الله عنه (٣).
يابنى إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (١٦) يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (١٧) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (١٨) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ
(٢)... في الأصل: قالوا.
(٣) ذكره الواحدي في الوسيط (٣/٤٤٣)، وأسباب نزول القرآن (ص: ٣٥٨).
(١/٥٥)