إنّ الذي حَانَتْ بفلْجٍ دماؤُهُم... هُمُ القومُ كُلُّ القومِ يا أمَّ خالد (١)
قوله تعالى: ﴿ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا﴾ اللام من صلة قوله تعالى: ﴿لهم ما يشاؤون عند ربهم﴾. وقيل: هو لام القسم، التقدير: والله ليكفرن الله عنهم، فكُسرت اللام وحذفت النون. والمعنى: أسوأ الذي عملوا قبل الإيمان والتوبة.
وقيل: أسوأ الذي عملوا من الصغائر؛ لأنهم يتقون الكبائر. ذكر هذين الوجهين الماوردي (٢).
ولا معنى للأول؛ لأن مدلوله أن المصدق لا يعمل عملاً يوصف بالاستواء، ولا للثاني لأنه مُشعر أن المصدّق لا يقع في كبيرة.
والمعنى: أن الله تعالى يكفر عنهم أسوأ أعمالهم، فما ظنك بغير الأسوأ.
وقيل: الذي فرط منهم هو عندهم الأسوأ؛ لاستعظامهم المعصية، والحسَن الذي يعملونه هو عند الله الأحسن؛ لحسن إخلاصهم فيه؛ فلذلك ذكر سيئهم بالأسوأ وحسنهم بالأحسن.
أليس اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (٣٦) وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ (٣٧) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ

(١)... تقدم.
(٢)... تفسير الماوردي (٥/١٢٧).
(١/٥٥٢)


الصفحة التالية
Icon