وقال ابن جريج: في ابن آدم نفس وروح بينهما حاجز، والله تعالى يقْبِضُ النَّفْسَ عند النوم ثم يَرُدُّها إلى الجسد عند الانتباه، فإذا أراد إماتة العبد في نومه لم [يَرُدَّ] (١) النَّفْسَ وقَبَضَ الروح (٢).
وقال سعيد بن جبير: إن الله تعالى يقبض أرواح الأموات إذا ماتوا، وأرواح الأحياء إذا ناموا، فيتعارف ما شاء الله أن يتعارف، ﴿فيمسك التي قضى عليها الموت﴾ فلا يعيدها، ﴿ويرسل الأخرى﴾ فيعيدها (٣).
وذهب بعض العلماء إلى أن التوفي المذكور في حق النائم هو نومه، وهو اختيار الفراء (٤) وابن الأنباري.
فعلى هذا؛ معنى توفي النائم: قبض نفسه عن التصرف، وإرسالها: إطلاقها باليقظة في التصرف.
قرأ حمزة والكسائي: "قُضِيَ" بضم القاف وكسر الضاد وفتح الياء على ما لم يُسمّ فاعله، "الموتُ" بالرفع. وقرأ الباقون "قَضَى" بفتح القاف والضاد، "الموتَ" بالنصب (٥)، حملاً على قوله: ﴿ويرسل الأخرى﴾ (٦) في بناء الفعل للفاعل.

(١)... في الأصل: يردد. والتصويب من زاد المسير (٧/١٨٦).
(٢)... ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٧/١٨٦).
(٣)... أخرجه الطبري (٢٤/٩). وذكره الماوردي (٥/١٢٨-١٢٩).
(٤)... معاني الفراء (٢/٤٢٠).
(٥)... الحجة للفارسي (٣/٣٤٢)، والحجة لابن زنجلة (ص: ٦٢٤)، والكشف (٢/٢٣٩)، والنشر (٢/٣٦٣)، والإتحاف (ص: ٣٧٦)، والسبعة (ص: ٥٦٢-٥٦٣).
(٦)... في الأصل زيادة قوله: ليسجد.
(١/٥٥٦)


الصفحة التالية
Icon