﴿أو تقول لو أن الله هداني﴾ أرشدني ﴿لكنت من المتقين﴾.
﴿أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة﴾ رجعة إلى الدنيا ﴿فأكون من المحسنين﴾.
قال الزجاج (١) : قوله: ﴿بلى﴾ جواب النفي، وليس في الكلام لفظ النفي.
ومعنى: "لو أن الله هداني" و "لو أن لي كَرَّة": ما هُديت، فقيل له: ﴿بلى قد جاءتك آياتي﴾.
وقرأتُ على شيخنا أبي البقاء اللغوي رحمه الله تعالى للكسائي من رواية ابن أبي سريج عنه: "جاءتكِ، فكذبتِ، واستكبرتِ، وكنتِ" بكسر الكاف والتاء فيهن، على المخاطبة للنفس. وهي قراءة عائشة رضي الله عنها (٢).
قال الزجاج (٣) : رُويت عن النبي - ﷺ -.
ويوم الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (٦٠) وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦١) اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (٦٢) لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (٦٣) قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ
(٢)... ذكر هذه القراءة ابن الجوزي في: زاد المسير (٧/١٩٣)، والسمين الحلبي في: الدر المصون (٦/٢١).
(٣)... معاني الزجاج (٤/٣٦٠).
(١/٥٦٦)