قلتُ: قد ذكرته في الأنعام عند قوله تعالى: ﴿فتحنا عليهم أبواب كل شيء﴾ فاطلبه هناك (١).
فإن قيل: لم أدخلت الواو في الموضع الثاني وهو قوله تعالى: ﴿وفتحت أبوابها﴾، وحذفت في الأول؟
قلتُ: هي واو الحال، بتقدير: وقد فتحت أبوابها، يريد: أن المتقين سبقوا إلى الجنة وقد فتحت أبوابها لهم قبل مجيئهم ليتعجلوا السرور والفرح، وأن الكافرين جاؤوا جهنم وأبوابها مغلقة لم تفتح حتى جاؤوها لتكون أشد لحرّها وأبلغ في عذابها.
وقال بعض العلماء: هذه تسمى واو الثمانية، وذلك أن من عادة قريش يعدون العدد من الواحد إلى الثمانية، فإذا بلغوا الثامنة زادوا فيها واواً، فيقولون: خمسة، ستة، سبعة، وثمانية. وقد أشرنا إلى هذا عند قوله تعالى: ﴿وثامنهم كلبهم﴾ [الكهف: ٢٢].
وقيل: الواو زائدة.
فإن قيل: أين جواب ﴿حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها﴾ ؟
قلتُ: ["فُتِحَت"] (١) إن كانت الواو زائدة، أو محذوف إن لم تكن زائدة، تقديره: حتى إذا جاؤوها -إلى آخر الآية-: سعدوا، ويكون التقدير: حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها.
(١/٥٨١)