كان فتح مكة هرب عكرمة بن أبي جهل فركب البحر، فَخَبَّ بهم البحر، فجعلت [الصَّراري] (١) ومن معه في السفينة يدعون الله تعالى ويستغيثون به، فقال: ما هذا؟ قيل: هذا مكان لا ينفع فيه إلا الله. فقال عكرمة: وهذا إله محمد الذي كان يدعونا إليه، ارجعوا بنا، فرجع فأسلم" (٢).
يا أيها النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِن وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ
قوله تعالى: ﴿واخشوا يوماً لا يجزي والد عن ولده﴾ أي: لا يقضي عنه شيئاً من جنايته ومظالمه، ومنه قول الراعي:
[وأجْزَأتْ] (٣) أمرَ العالمينَ ولم يكن... [ليجْزِي] (٤) إلا كاملٌ وابنُ كامل (٥)
وقد سبق هذا المعنى، والفرق بين جزى وأجزى في البقرة.
﴿فلا تغرنكم الحياة الدنيا﴾ عن التزود لآخرتكم، ﴿ولا يغرنكم بالله الغرور﴾
... والصَّراري: الملاّح (اللسان، مادة: صرر).
(٢)... أخرجه الطبراني في الكبير (١٧/٣٧٢ ح١٠١٩). وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٥/٥)، والواحدي في الوسيط (٣/٤٤٧).
(٣)... في الأصل: وأجزاب. والتصويب من مصادر البيت.
(٤)... في الأصل: لبحري. والتصويب من مصادر البيت.
(٥)... البيت للراعي، وهو في: الماوردي (٤/٣٤٩)، والقرطبي (١/٣٧٨).
(١/٦٨)