والمسلمون بقتلهم، فأنزل الله تعالى هذه الآية (١).
فيُخَرَّجُ في قوله تعالى وجه آخر: أي: اتق الله في نقض العهد.
﴿إن الله كان عليماً﴾ بالصواب والخطأ، أو بما يكون منهم، ﴿حكيماً﴾ في تدبيره.
﴿واتبع ما يوحى إليك من ربك إن الله كان بما يعملون خبيراً﴾ قرأ أبو عمرو إلا عبد الوارث: "يعملون خبيراً" يريد: الكافرين والمنافقين، وكذلك: "بما يعملون بصيراً" (٢) بالياء فيهما على المغايبة، وقرأ الباقون بالتاء (٣).
ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (٤) ادْعُوهُمْ لأبآئهم هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا
قوله تعالى: ﴿ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه﴾ قال ابن عباس: كان المنافقون يقولون: إن لمحمد قلبين، قلباً مع أصحابه وقلباً معنا، فنزلت هذه
(٢)... عند الآية رقم: ٩ من سورة الأحزاب.
(٣)... الحجة للفارسي (٣/٢٧٩)، والحجة لابن زنجلة (ص: ٥٧٠)، والكشف (٢/١٩٣)، والنشر (٢/٣٤٧)، والإتحاف (ص: ٣٥٢)، والسبعة (ص: ٥١٨-٥١٩).
(١/٩٨)