الآية (١).
وقال السدي وكثير من المفسرين: نزلت في جميل بن معمر الفهري (٢)، وكان وقاداً ظريفاً لبيباً حافظاً لما يسمع، وكان يقول: إن في جوفي قلبين أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد، فكانت قريش تسميه ذا القلبين، فلما كان يوم بدر وهزم المشركون وفيهم جميل بن معمر، فتلقاه أبو سفيان وهو معلق إحدى نعليه بيده وأخرى في رجله، فقال: يا معمر: ما حال الناس؟ قال: انهزموا. قال: فما بالك إحدى نعليك في يدك والأخرى في رجلك؟ فقال: ما شعرت إلا [أنهما] (٣) في رجلي، فعرفوا يومئذ أنه لو كان له قلبان لما نسي نعله في يده (٤).
وقال الزجاج (٥) : أكثر ما جاء في التفسير: أن عبدالله بن خطل كانت تسميه قريش: ذا القلبين.
وروي أنه كان يقول: إن لي قلبين أفهمُ بكل واحد منهما أكثر ما يَفهم محمداً، فأكذبه الله تعالى فقال: ﴿ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه﴾ (٦).
(٢)... أخرجه ابن أبي حاتم (٩/٣١١٢).
(٣)... في الأصل: نهما.
(٤)... انظر: أسباب النزول للواحدي (ص: ٣٦٥)، وزاد المسير لابن الجوزي (٦/٣٤٩).
(٥)... معاني الزجاج (٤/٢١٣-٢١٤).
(٦)... أخرجه الطبري (٢١/١١٨) وذكره الماوردي (٤/٣٧٠).
(١/٩٩)