القيامة، على القول الآخر (١).
وقد سبق أن البطش: الأخذ بقوة.
فإن قيل: فما العامل في "يوم نبطش"؟
قلتُ: إما مضمر، تقديره: "اذكر"، أو ما دل عليه.
﴿إنا منتقمون﴾ على معنى: ننتقم منهم يوم نبطش.
فإن قيل: هل يجوز أن ينتصب بـ"منتقمون"؟
قلتُ: لا؛ لأن ما بعد "إن" لا يعمل فيما قبلها.
فإن قيل: ما وجه قراءة الحسن وأبي رجاء: "نُبْطِش" بضم النون وكسر الطاء؟
قلتُ: هو على معنى: نسلط عليهم من يبطش بهم، أو على معنى: نجعل البطشة الكبرى باطشة بهم.
وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (١٧) أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٨) وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (١٩) وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ (٢٠) وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ (٢١) فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ (٢٢) فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (٢٣) وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ (٢٤) كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٢٥) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (٢٦) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (٢٧) كَذَلِكَ
(١/١٦٦)