وقال مجاهد: ما مات مؤمن إلا بكت عليه السماء والأرض أربعين صباحاً (١)، فقيل له: أَوَ تبكي؟ فقال: وما للأرض لا تبكي على عبد كان يَعْمُرُها بالركوع والسجود؟ وما للسماء لا تبكي على عبد كان لتسبيحه وتكبيره فيها دويٌّ كدويّ النحل؟ (٢).
وإلى هذا القول ذهب عامة المفسرين المتقدمين. ويؤيده ما أخرج الترمذي من حديث أنس بن مالك أن رسول الله - ﷺ - قال: ((ما من مؤمن إلا وله بابان، بابٌ يصعد منه عمله، وبابٌ ينزل منه رزقه، فإذا مات بكيا عليه، فذلك قوله تعالى: ﴿فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين﴾ )) (٣).
الثاني: أنه على حذف المضاف، تقديره: فما بكى عليهم أهل السماء وأهل الأرض. قاله الحسن (٤).
الثالث: أنه على مذهب العرب، فإنهم يقولون إذا مات رجل خطير: بكت عليه السماء والأرض، وأظلمت له الشمس، وبكته الريح.
ومنه قول جرير يرثي عمر بن عبدالعزيز:

(١)... أخرجه الطبري (٢٥/١٢٥). وذكره السيوطي في الدر (٧/٤١٣) وعزاه لابن أبي شيبة والبيهقي.
(٢)... أخرجه أبو الشيخ في العظمة (٥/١٧١٤ ح١١٧٤٢٠). وذكره الماوردي (٥/٢٥٢)، والسيوطي في الدر (٧/٤١٢) وعزاه لعبد بن حميد وأبي الشيخ في العظمة.
(٣)... أخرجه الترمذي (٥/٣٨٠ ح٣٢٥٥).
(٤)... ذكره الماوردي (٥/٢٥٢).
(١/١٧١)


الصفحة التالية
Icon