وما ضرّه لو [اقتدى بعذوبة] (١) لفظ التنزيل، فقال:
لعمرك [ما إن] (٢) بان منك لضارب.
وقد جعلت "إنْ" صلة، مثلها [فيما] (٣) أنشد الأخفش:
يُرَجِّي المرءُ [ما] (٤) إنْ لا يَراهُ... وتَعْرضُ دونَ أدناهُ الخُطُوبُ (٥)
وتأولوه: ولقد مكّناهم في مثل ما مكّناكم فيه. والوجه هو الأول، ولقد جاء عليه غير آية من القرآن: ﴿هم أحسن أثاثاً ورئياً﴾ [مريم: ٧٤]، ﴿كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثاراً في الأرض﴾ [غافر: ٨٢]، وهو أبلغ في التوبيخ، وأبلغ في الحث على الاعتبار.
قلتُ: والأول هو قول ابن عباس وعامة المفسرين (٦).
قال (٧) : فإن قلتَ: بم انتصب: ﴿إذ كانوا يجحدون﴾ ؟
قلتُ: بقوله: ﴿فما أغنى﴾.

(١)... في الأصل: افتدى بعبه. والتصويب من الكشاف (٤/٣١٢).
(٢)... في الأصل: إن ما. والتصويب من الكشاف، الموضع السابق.
(٣)... في الأصل: في. والتصويب من الكشاف (٤/٣١٣)، ومصادر البيت.
(٤)... زيادة من مصادر البيت.
(٥)... البيت لجابر بن رألان الطائي، أو إياس بن الأرت. وهو في: الخزانة (٣/٥٦٧)، والقرطبي (١٦/٢٠٨)، وروح المعاني (٢٦/٢٨)، والبحر (٨/٦٥)، والدر المصون (٦/١٤٢).
(٦)... أخرجه الطبري (٢٦/٢٨)، وابن أبي حاتم (١٠/٣٢٩٦). وذكره السيوطي في الدر (٧/٤٥١) وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم.
(٧)... أي: الزمخشري في الكشاف (٤/٣١٣).
(١/٢٣١)


الصفحة التالية
Icon