بهم رسول الله - ﷺ -، فعفا عنهم وخلى سبيلهم، وقد كانوا رموا عسكر رسول الله - ﷺ - بالحجارة والنبل. فنزلت هذه الآية (١).
وبطن مكة: الحديبية؛ لأن بعضها مضاف إلى الحرم. قاله أنس بن مالك (٢).
وقال السدي: هو وادي مكة (٣).
وقيل: التنعيم (٤).
"من بعد أن أظفركم عليهم" أي: بهم.
﴿وكان الله بما تعملون بصيراً﴾ قرأ أبو عمرو: "يعملون" بالياء، على معنى: بما يعمل الكفار من الصد والكفر وغيرهما. وقرأ باقي القراء العشرة: "تعملون" بالتاء (٥)، على الخطاب للجميع، لتقدم ذكرهم في قوله تعالى: ﴿وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم﴾.
هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (٢٥) إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ
(٢)... ذكره الماوردي (٥/٣١٨) بلا نسبة، وابن الجوزي في زاد المسير (٧/٤٣٨).
(٣)... ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٧/٤٣٨).
(٤)... ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٧/٤٣٨) حكاية عن أبي سليمان الدمشقي.
(٥)... الحجة للفارسي (٣/٤١٠)، والحجة لابن زنجلة (ص: ٦٧٤)، والكشف (٢/٢٨٢)، والنشر (٢/٣٧٥)، والإتحاف (ص: ٣٩٦)، والسبعة (ص: ٦٠٤).
(١/٣١١)