وقال قتادة: حاص أعداء الله فوجدوا أمر الله لهم مدركاً (١).
وهذا تخويفٌ لكفار مكة [وإعلام] (٢) لهم أنهم على مِثْل سبيل من كان قبلهم، لا يجدون مفرّاً من الموت المفضي بهم إلى عذاب الله.
﴿إن في ذلك﴾ الذي ذكر من إهلاك القرى ﴿لذكرى﴾ لتذكرة وموعظة ﴿لمن كان له قلب﴾ قال ابن عباس: عقل (٣).
قال الفراء (٤) : وهذا جائز في العربية أن تقول: ما لك قلب، وما معك قلبك، أي: ما عقلُك معك.
وقال ابن قتيبة (٥) : لما كان القلبُ محلَّ العقل كَنَّى عنه به.
وقيل: كَنَّى به عن النفس المميزة. المعنى: لمن كانت له حياة.
وقيل: المعنى: لمن كان له قلب واعٍ؛ لأن من لا يعي قلبه فكأنه لا قَلْبَ له.
﴿أو ألقى السمع﴾ أصغى إلى مواعظ القرآن وزواجره. تقول العرب: ألْقِ سَمْعَكَ إليَّ، أي: استمع مني.
﴿وهو شهيد﴾ حاضر القلب غير ساهي ولا لاهي.
قوله تعالى: ﴿ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام﴾ سبق تفسيره.

(١)... أخرجه الطبري (٢٦/١٧٧). وذكره السيوطي في الدر (٧/٦٠٨) وعزاه لعبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر.
(٢)... في الأصل: وإعلاماً. والمثبت من ب.
(٣)... ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٨/٢٢).
(٤)... معاني الفراء (٣/٨٠).
(٥)... تأويل مشكل القرآن (ص: ١١٥).
(١/٣٩٧)


الصفحة التالية
Icon