﴿من يوم الجُمُعَة﴾ وقرأتُ لعبد الوارث عن أبي عمرو: "الجُمْعَة" بسكون الميم (١)، واسمه: "عروبة" في اللغة القديمة.
ويقال: أول من سَمّاه الجمعة: كعب [بن] (٢) لؤي (٣).
﴿فاسعوا إلى﴾ قال البخاري في صحيحه (٤) : قرأ عمر: "فامضوا".
قلتُ: [وهي] (٥) قراءة ابن مسعود، وكان يقول: لو قرأتها "فاسْعَوْا" لسعيت حتى يسقط ردائي (٦).
والمراد بالسَّعْي: المشي.
قال عطاء: هو الذهاب والمشي إلى الصلاة (٧).
وقال عكرمة والضحاك: "فاسعوا" أي: اعملوا (٨)، على معنى: اعملوا على المضي إلى ذكر الله، وذلك بتعاطي أسبابه المؤدية إليه.

(١)... انظر: إتحاف فضلاء البشر (ص: ٤١٦)، وزاد المسير (٨/٢٦٢).
(٢)... زيادة من ب.
(٣)... قال الحافظ ابن حجر في الفتح (٢/٣٥٥) : روى عبد الرزاق بإسناد صحيح (٣/١٥٩ ح٥١٤٤) عن محمد بن سيرين قال: جَمَعَ أهلُ المدينة قبل أن يقدمها رسول الله - ﷺ -، وقبل أن تنزل الجمعة، فقالت الأنصار: إن لليهود يوماً يجتمعون فيه كل سبعة أيام، وللنصارى كذلك، فهلم فلنجعل يوماً نجتمع فيه فنذكر الله تعالى ونصلي ونشكره، فجعلوه يوم العروبة. اهـ. فظهر من الأثر أن أول من سمى الجمعة: الأنصار.
(٤)... ذكره البخاري معلقاً (٤/١٨٥٨).
(٥)... في الأصل: وفي. والتصويب من ب.
(٦)... أخرجه الطبري (٢٨/١٠١).
(٧)... ذكره الواحدي في الوسيط (٤/٢٩٩)، وابن الجوزي في زاد المسير (٨/٢٦٤).
(٨)... أخرجه الطبري (٢٨/١٠١).
(١/١٢٣)


الصفحة التالية
Icon