قال الزمخشري (١) :"فيعتذرون" عطف على "يؤذن" منخرط في سلك النفي. والمعنى: ولا يكون لهم إذن [واعتذار] (٢) متعقب له، من غير أن يجعل الاعتذار مسبباً عن الإذن، ولو نَصَبَ [لكان] (٣) مُسبباً عنه لا محالة.
قوله تعالى: ﴿هذا يوم الفصل﴾ إشارة إلى يوم القيامة، يُفصل فيه بين أهل الجنة وأهل النار، ﴿جمعناكم﴾ أيها [المكذبون] (٤) من هذه الأمة ﴿و﴾ المكذبين ﴿الأولين﴾.
وقوله: ﴿فإن كان لكم كيد فكيدون﴾ تقريعٌ لهم على كيدهم لدين الإسلام، وتسجيلٌ [عليهم] (٥) بالعجز والاستكانة.
قال مقاتل (٦) : المعنى: فإن كان لكم حيلة فاحتالوا لأنفسكم.
ثم ذكر سبحانه وتعالى ما أعدّ للمؤمنين فقال:
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ (٤١) وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٤٢) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٤٣) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (٤٤) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٤٥) كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (٤٦) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٤٧) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (٤٨) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ
(٢)... في الأصل: وإعذار. والتصويب من ب، والكشاف، الموضع السابق.
(٣)... في الأصل: لمكان. والتصويب من ب، والكشاف، الموضع السابق.
(٤)... في الأصل: المكذبين. والتصويب من ب.
(٥)... في الأصل: لهم. والمثبت من ب.
(٦)... تفسير مقاتل (٣/٤٣٧).
(١/٤٤٠)