﴿قالوا تلك إذاً كرةٌ خاسرة﴾ منسوبة إلى الخسران، أو خاسر أصحابها. وهذا على وجه الفرض والتقدير منهم، أي: إن صح هذا فتلك إذاً كَرَّةٌ خاسرة. وهو كلام يُنبئ [عن] (١) استحكام تكذيبهم واستهزائهم، وأن ذلك غير كائن ولا واقع.
قوله تعالى: ﴿فإنما هي زجرة واحدة﴾ أي: لا تستبعدوا تلك الكَرَّة، [فإنما] (٢) هي زجرة واحدة، أي: صيحة واحدة، وهي النفخة الثانية.
﴿فإذا هم بالساهرة﴾ وهي وجه الأرض (٣)، في قول جمهور المفسرين واللغويين، قالوا: سُمِّيَتْ بذلك؛ لأن به نوم الحيوان وسهرهم.
والمعنى: فإذا هم على ظهر الأرض أحياء، بعد أن كانوا في بطنها أمواتاً.
قال وهب بن منبه: "فإذا هم بالساهرة": جبل عند بيت المقدس (٤).
وقال قتادة: "فإذا هم بالساهرة": جهنم (٥).
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (١٥) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (١٦) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (١٧) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (١٨) وَأَهْدِيَكَ
(٢)... في الأصل: إنما. والمثبت من ب.
(٣)... ذكره الطبري (٣٠/٣٦)، والماوردي (٦/١٩٦)، والواحدي في الوسيط (٤/٤١٩)، وابن الجوزي في زاد المسير (٩/٢٠).
(٤)... أخرجه الطبري (٣٠/٣٨). وذكره الماوردي (٦/١٩٧)، والسيوطي في الدر (٨/٤٠٩) وعزاه لعبد بن حميد وابن المنذر.
(٥)... مثل السابق.
(١/٤٧٢)