بالنظر إلى طعامه، الذي هو سبب حياته، ومادّة بقائه، ليستدل بعجيب [تدبير] (١) الله في إيجاده وإنباته على صحة البعث وكونه.
قرأ أهل الكوفة: "أنَّا صَبَبْنا" بفتح الهمزة، وكسرها الباقون (٢).
فمن فتحها فعلى البدل من الطعام. ومن كسرها فعلى الاستئناف.
والمعنى: أنا صَبَبْنا الغيث صَبّاً.
﴿ثم شققنا الأرض﴾ بالنبات ﴿شقاً﴾.
﴿فأنبتنا فيها حباً﴾ قال الزجاج (٣) : هو كل ما حُصِد؛ كالحنطة والشعير، وكل ما يتغذى به من ذي حَبّ.
﴿وعنباً وقضباً﴾ يريد: الرَّطْبة التي تُعلف بها البهائم، وهو القَتُّ أيضاً.
قال ابن قتيبة (٤) : سُمي بذلك؛ لأنه يُقْضَبُ مرة بعد مرة، أي: يُقطع. وكذلك القصيل؛ لأنه يُقْصَل، أي: يُقطع.
﴿وحدائق غُلْباً﴾ قال الفراء (٥) : كل بستان يُحاط عليه حائط فهو حديقة، والغُلْبُ: ما غَلُظَ من النخل.
قال أبو عبيدة (٦) : يقال: شجرةٌ غَلْبَاء؛ إذا كانت غليظة.

(١) في الأصل: تدبر. والمثبت من ب.
(٢)... الحجة للفارسي (٤/٩٩)، والحجة لابن زنجلة (ص: ٧٥٠)، والكشف (٢/٣٦٢)، والنشر (٢/٣٩٨)، والإتحاف (ص: ٤٣٣)، والسبعة (ص: ٦٧٢).
(٣)... معاني الزجاج (٥/٢٨٦).
(٤)... تفسير غريب القرآن (ص: ٥١٤).
(٥)... معاني الفراء (٣/٢٣٨).
(٦)... مجاز القرآن (٢/٢٨٦).
(١/٤٩٤)


الصفحة التالية
Icon