مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ (٢٠) بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (٢١) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (٢٢)
قوله تعالى: ﴿إن بطش ربك﴾ أي: إن أخذه الجبابرة والظَّلَمَة بالعنف ﴿لشديد﴾.
﴿إنه هو يبدئ﴾ الخلق في الدنيا ﴿ويعيد﴾ هم في الأخرى.
﴿وهو الغفور﴾ لذنوب المؤمنين ﴿الودود﴾ المحبّ لهم أو المتحبّب إليهم.
وقد فسرنا الودود في هود (١).
﴿ذو العرش﴾ صاحبه.
قرأ حمزة والكسائي: "المجيدِ" بالجر، صفة العرش، يشير إلى علوّه وعِظَمِه. وقرأ الباقون: "المجيدُ" بالرفع، صفة لذو العرش (٢). وهو أشبه؛ لأن المجيد لم يُسمع في غير صفة الله تعالى.
﴿فعَّال لما يريد﴾ فلا يُسأل عما يَفعل من تسليط الكافرين على المؤمنين وغيره.
وقال عطاء: لا يَعْجِزُ عن شيء يريدُه (٣).
قوله تعالى: ﴿هل أتاك حديث الجنود﴾ وهم الذين تجنّدوا وتحزّبوا على أولياء الله.
﴿فرعونَ وثمود﴾ بدلٌ من "الجنود" (٤).

(١)... عند الآية رقم: ٩٠.
(٢)... الحجة للفارسي (٤/١١٠)، والحجة لابن زنجلة (ص: ٧٥٧)، والكشف (٢/٣٦٩)، والنشر (٢/٣٩٩)، والإتحاف (ص: ٤٣٦)، والسبعة (ص: ٦٧٨).
(٣)... ذكره الواحدي في الوسيط (٤/٤٦٢).
(٤)... انظر: التبيان (٢/٢٨٤)، والدر المصون (٦/٥٠٤).
(١/٥٧٥)


الصفحة التالية
Icon