الوجوه (١).
قوله تعالى: ﴿فما له﴾ يعني: فما للإنسان (٢) ﴿من قوة﴾ يمتنع بها من عذاب الله ﴿ولا ناصر﴾ يدفع عنه ذلك.
وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (١١) وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (١٢) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (١٣) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (١٤) إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (١٥) وَأَكِيدُ كَيْدًا (١٦) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (١٧)
قوله تعالى: ﴿والسماء ذات الرجع﴾ يريد: المطر.
قال الزجاج (٣) : سمي بذلك؛ لأنه يجيء ويرجع ويتكرر.
وقال الزمخشري (٤) : العرب كانوا يزعمون أن السحاب يحمل الماء من بحار الأرض، ثم يُرجعه إلى الأرض، أو أرادوا التفاؤل فسموه رَجْعاً ليرجع.
﴿والأرضِ ذات الصَّدْع﴾ قال المفسرون واللغويون: تتصدَّع عن النبات والأشجار.
وجواب القسم: ﴿إنه لقول فَصْل﴾ يريد: القرآنُ يَفصل بين الحق والباطل.
﴿وما هو بالهزل﴾ أي: هو جِدٌّ محضٌ، لا هوادة فيه.
وقيل: الضمير في قوله: "إنه لقول" كناية عن الوعيد المتقدم ذكره.

(١)... ذكره الواحدي في الوسيط (٤/٤٦٦).
(٢)... في ب: يعني: للإنسان.
(٣)... معاني الزجاج (٥/٣١٢).
(٤)... الكشاف (٤/٧٣٧).
(١/٥٨٤)


الصفحة التالية
Icon