أولادكم} أي: لن ينفعكم عند الله إذا عصيتموه بسببها. والعامل في "يوم": "يفْصِل".
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو: "يُفْصَلُ" بضم الياء وسكون الفاء وفتح الصاد، ومثلهم ابن عامر إلا أنه شدد الصاد وفتح الفاء، ومثله حمزة والكسائي إلا أنهما كسرا الصاد (١)، ومثلهما أُبيّ وابن عباس إلا أنهما قرءا: "نُفَصِّل" بالنون (٢).
وقرأ عاصم: بفتح الياء وسكون الفاء وكسر الصاد وتخفيفهما (٣). ومثله أبو رزين وعكرمة والضحاك، إلا أنهم قرؤوا: "نَفْصِلُ" بالنون (٤). والفاعل على جميع القراءات وتصاريف الفعل هو: الله.
والمعنى: يوم القيامة يفصل بينكم، فيفرّ [المرء] (٥) من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه، ويفصل بينهم بإدخال المؤمنين الجنة، والكافرين النار.
ثم حضّهم على التأسّي بإبراهيم في التَّبَرُّؤ من الكفار فقال: ﴿قد كانت لكم أسوة حسنة﴾ وقد سبق تفسيره في الأحزاب (٦).
(٢)... انظر هذه القراءة في: زاد المسير (٨/٢٣٣-٢٣٤)، والدر المصون (٦/٣٠٤).
(٣)... الحجة للفارسي (٤/٣٨)، والحجة لابن زنجلة (ص: ٧٠٦-٧٠٧)، والكشف (٢/٣١٨)، والنشر (٢/٣٨٧)، والإتحاف (ص: ٤١٤)، والسبعة (ص: ٦٣٣).
(٤)... انظر هذه القراءة في: زاد المسير (٨/٢٣٤)، والدر المصون (٦/٣٠٤).
(٥)... في الأصل: المؤمن. والمثبت من ب.
(٦)... عند الآية رقم: ٢١.
(١/٨٤)