اللغَة: ﴿سَبَّحَ﴾ التسبيح تمجيد الله وتنزيهه عما لا يليق به من صفات النقص ﴿العزيز﴾ الغالب الذي لا يُغلب ﴿الحكيم﴾ الذي يضع الأشياء في مواضعها ويفعل ما تقتضيه الحكمة ﴿مَقْتاً﴾ بغضاً قال الزمخشري: المقتُ: أشدُّ البغض وأبلغه وأفحشه ﴿مَّرْصُوصٌ﴾ المتماسك المتلاصق بعضه ببعض قال الفراء: رصصتُ البناء إِذا لائمتُ بينه وقاربت حتى يصير كقطعة واحدة ﴿زاغوا﴾ مالوا عن الهدى والحق ﴿البينات﴾ المعجزات الواضحات.
سَبَبُ النّزول: روي أن المسلمين قالوا: لو علمنا أحبَّ الأعمال إِلى الله تعالى لبذلنا فيه أموالنا وأنفسنا!! فلما فرض الله الجهاد كرهه بضعهم فأنزل الله ﴿ياأيها الذين آمَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ الله أَن تَقُولُواْ مَا لاَ تَفْعَلُونَ﴾.
التفسير: ﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض﴾ أي نزَّه اللهَ وقدَّسه ومجَّده جميعٌ ما في السمواتِ والأرض من مَلَك، وإنسان، ونبات، وجماد ﴿وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ولكن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾ [الإِسراء: ٤٤] قال الإِمام الفخر: أي شهد له بالربوبية والوحدانية وغيرهما من الصفات الحميدة جميع ما في السموات والأرض ﴿وَهُوَ العزيز الحكيم﴾ أي وهو الغالب في ملكه، الحكيم في