اللغَة: ﴿استغشوا﴾ غطوا غشَّاه أَي غطاه، والغشاء الغطاء ﴿مِّدْرَاراً﴾ غزيراً متتابعاً ﴿أَطْوَاراً﴾ أحوالاً مختلفة طوراً بعد طور قال الشاعر:
«والمرء يخلق طوراً بعد أطوار»... ﴿فِجَاجاً﴾ واسعات جمع فج وهو الطريق الواسعة ﴿كُبَّاراً﴾ كبيراً بالغ الغاية في الكبر ﴿دَيَّاراً﴾ أحداً يدور أو يتحرك على ظهر الأرض ﴿تَبَاراً﴾ هلاكاً ودماراً.
التفسِيْر: ﴿إِنَّآ أَرْسَلْنَا نُوحاً إلى قَوْمِهِ﴾ أي بعثنا شيخ الأنبياء نوحاً عليه السلام إِلى سكان جزيرة العرب قال الألوسي: واشتهر أنه عليه السلام كان يسكن أرض الكوفة وهناك أرسل ﴿أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ أي بأن خوف قومك وحذرهم إن لم يؤمنوا من عذاب شديد مؤلم، وهو عذاب الطوفان في الدنيا، وعذاب النار في الآخرة ﴿قَالَ ياقوم إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾ أي فدعاهم إلى الله وقال لهم: إني لكم منذر، موضح لحقيقة الأمر، أُنذركم وأُخوفكم عذاب الله، فأمري واضح ودعوتي ظاهرة قال المفسرون: نوح عليه السلام أول نبي أرسل، ويقال له: شيخ