اللغَة: ﴿المزمل﴾ المتلفف بثيابه يقال: تزمَّل بثوبه أي التف به وتغطَّى، وزمَّل غيره إِذا غطاه قال امرؤ القيس: كبير إناسٍ في بجادٍ مزمَّل ﴿سَبْحَاً﴾ تصرفاً وتقلباً في مهماتك، وأصل السَّبْح العومُ على وجه الماء، واستعير للتصرف والتقلب في شئون الحياة ﴿أَنكَالاً﴾ جمع نِكْلٍ وهو القيد الثقيل الذي يقيد به المجرم ﴿كَثِيباً﴾ الكثيب: الرمل المجتمع ﴿مَّهِيلاً﴾ سائلاً متناثراً منهاراً قال أهل اللغة: المهيل الذي إذا وطأته بالقدم زلَّ من تحتها، وإذا أخذ أسفله انهال، وأصله مهيول كمكيل أصله مكيول ﴿وَبِيلاً﴾ شديداً وخيم العاقبة.
التفسِير: ﴿ياأيها المزمل﴾ أي يا أيها المتلفف بثيابه، وأصله المتزمل وهو الذي تلفف وتغطى، وخطابه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بهذا الوصف ﴿ياأيها المزمل﴾ فيه تأنيسٌ وملاطفة له عليه السلام قال السهيلي؛ إن العرب إذا قصدت ملاطفة المخاطب وترك معاتبته سموه باسم مشتق من حالته التي هو عليها كقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لعلي حين غاضب فاطمة وقد نام ولصف بجنبه التراب قم أبا تراب، إشعاراً بأ، هـ ملاطفٌ له، وغير عاتب عليه، والفائدة الثانية، التنبيهُ لكل متزمل راقد ليله، لتنبه إلى قيام الليل وذكر الله تعالى، لأنه الاسم المشتق من الفعل، يشترك فيه المخاطب، وكل من اتصف بتلك


الصفحة التالية
Icon