الإجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالقرآن قد جمع مرتين، الأولى كانت في عهد الخليفة الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه. وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو الذي أشار عليه به لما رأى أن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن. ولم يزل يراجعه فيه حتى اقتنع ، فكلف بعملية جمعه زيد بن ثابت رضي الله عنه. وجمع مرة أخرى في عهد عثمان رضي الله عنه الخليفة الثالث، وكان بإشارة من حذيفة بن اليمان رضي الله عنه لما رأى اختلاف الناس في المصاحف، فانتدب له زيد بن ثابت أيضا ومعه ثلاثة آخرون، وراجعي في هذا الموضوع الفتوى رقم: 551. وأما الخليفة عمر رضي الله فلم يجمع القرآن في عهد خلافته، مع أنه هو الذي أشار بجمعه إلى أبي بكر، ولكن مدة حكمه لم يحدث فيها موجب للجمع لأن مسألة اختلاف الناس في المصاحف التي حدثت زمن عثمان لم تكن بعد قد وجدت، والقرآن قد تكامل في الصحف التي جمعها أبو بكر، فلا يخشى ـ إذا ـ ضياع شيء منه، فلم يوجد في عهده داع إلى جمع القرآن.